الأسطورة محمد أنور ملك الخردة .. قررت التمرد حتى أصنع قصة نجاحي
تصوير : محمود شعبان
فوجئت بحكم حبسى بسبب بناء مخالف على أرض بعتها من 14 سنة
تعرضت للنصب ولكن الجرأة نفعتنى كثيرا
الأمانة وحب الناس أهم أسلحتى فى الحياة
البيوت لا يوجد بها "خردة" ذات قيمة
لكل إنسان قصة، قد يكون الجالس بجوارك في عربة المترو مر بحياته بما هو أكثر من القصص الأسطورية، قد تخفي الابتسامة على وجه آخر ملحمة في حياته يحاول إخفاءها، محمد أنور عبد العليم، 62 سنة، سافر بعد تخرجه ليعمل في شركة قريب له في السعودية، وبعدما قضى عشر سنوات في الغربة قرر العودة لمصر من جديد ليبدأ حلمه الخاص ويحقق قصة نجاح أصبح خلالها واحدا من أكبر تجار الخردة في مصر، استقرت به الأحوال في سوق أصعب بكثير من الذي ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، كما تعرض في السنوات الثلاث الأخيرة لموقف أغرب من الخيال.
دعنا نتعرف عليك؟
اسمي محمد أنور عبد العليم، في شبابي سافرت للسعودية حيث عملت مع أقارب لي هناك، بعدها قررت العودة لمصر، كانت عائلتي تعمل في مجال "الخراطة" ولكني قررت ترك هذا المجال واقتحام مجال جديد فذهبت لمعارف لي يعملون في "الخردة" وبدأت العمل معهم منذ 28 سنة ثم استقللت بنفسي.
لماذا تركت العمل مع أهلك رغم ما فيه من أمان؟
حتى لا يقول أحد إنني ألقي حملي عليهم، هذه الأمور محرجة بالنسبة لي، أردت أن أصنع نجاحي بشكل مستقل، كان من الممكن أن أعمل معهم ولكن وقتها لم أكن لأشعر بلذة النجاح، ولذلك كتب لي الله النجاح رغم كل الصعوبات التي قابلتها.
وما خطة هذا النجاح؟
أول بند في الخطة هو العمل بما يرضي الله وتحري الأمانة في كل شيء، أي عمل مهما كان صغيرا يجب أن أوليه نفس الاهتمام حتى أحقق فيه النجاح، ولذلك اشتهرت باهتمامي بأدق التفاصيل، أيضا لأن التاجر سمعة فمن أول يوم تحريت الأمانة في كل معاملاتي مع شركائي وأصررت على إشاعة روح المحبة وسط العاملين معي، الأمانة وحب الناس هما أساس أي نجاح.
من ساندك في بداية عملك في هذا المجال؟
في البداية اقترضت مبلغاً من زوج أختي، كما أعطتني أمي 40 ألف جنيه وكان معي 5 آلاف جنيه، وقتها الجنيه كانت له قيمة ودخلت المجال، ونفعني أنني كنت صاحب قلب جرئ، لا أخاف من دخول الصفقات الكبيرة ولا أخاف من الخسارة، الفلوس ربنا يعوضها، تعرضت للنصب في بداية حياتي ولكني كنت أقول لنفسي: "الفلوس دي مش مكتوبة لي وأكيد ربنا هيعوضني"، الجرأة نفعتني كثيرا.
ما الصفقة التي حولت حياتك؟
الشغلة دي مفيهاش كده، من يقل إن هناك صفقة غيرت حياته فهو كاذب، في مجال الخردة أن تكسب كل يوم، تضع القرش على القرش، الخردة كنز عليك التنقيب فيه كل يوم.
وما هي "الخردة" التي تحمل مكسبا أكبر؟
الحديد والماكينات، أنت تشتري بضاعة فيها مشكلة في المزاد وتبدأ البحث فيها، المعدات عندما نبدأ في تفكيكها فأنت ونصيبك فيما ستجده، طبعا الخبرة تفرق في نظرتك للمعدة التي ستكسب من تفكيكها ولكن النصيب فارق أيضا، كل يوم تكسب خبرة أكبر ونظرة تعرف بها ما يربحك، ويبقى الحظ موجود والذي يجعلك تشتري معدة بجنيه فتفككها وتبيعها بخمسة جنيهات مثلا.
هل هناك خردة في منازلنا لها ثمن؟
في البيوت مفيش، فقط الحنفيات أو البوتوجاز، لكن لا توجد أشياء ذات أهمية، إنما المكسب في الماكينات الكبيرة، كله رزق الكريم.
هل تعرضت لمخاطر أثناء عملك؟
قطعت رجلي، كنا واخدين كابل كبير على بكر وذهبت يوم التحميل لأتابع نقل الكابلات وكانت العين من الناس على فوزنا بهذه الصفقة كبير، بعض الشركاء كانوا هيموتوا في هذا اليوم وختمت إن سائق الكراكة أخطأ فسقطت البكرة وقطعت قدمي من تحت الركبة.
هل تابعت مسلسل لن أعيش في جلباب أبي؟
غير حقيقي أبدا، مفيش حاجة بتيجي بالسهولة دي، مفيش حاجة اسمها مكسب سريع، وهو صورة غير حقيقية تماما عن سوق الخردة.
هل أولادك يعملون معك؟
أبعدتهم عن هذه الشغلانة الصعبة.
ما أغرب موقف تعرضت له؟
لم يكن في مجال الخردة وإنما بسببها، في عام 2000 اشتريت قطعة أرض وحولتها لمخزن أحفظ فيه الخردة ثم في 2004 بعت المخزن، من بعت له المنزل أعاد بيعه في 2007 لشخص آخر والذي اشترى باقي المساحة لتصبح الأرض كاملة ملكه، في 2011 تحول المالك لبلطجي وبنى بدون ترخيص، موظف الحي أخذ الأوراق القديمة المسجل فيها أن الأرض باسمي وحرر قضية لي أني بنيت بدون ترخيص وأنني لم أنفذ حكم الهدم وأؤخر تنفيذ الأحكام وهذا الكلام لم أكن أعرف عنه أي شيء حتى 2014 حين فوجئت بصدور أحكام بالحبس ودفع كفالة
دفعت الكفالات حتى أثبت بالعقود الموجودة معي أنني لا يوجد لي أي علاقة بالقضية فحصلت على براءة وفي الحكم أن على النيابة العامة إحضار المتهم الحقيقي، وما أن انتهيت من القضية ظهر عدم علاقتي بالموضوع فوجئت أن هناك قضية أخرى كانت مرفوعة من الحي بسبب نفس المنزل الذي بعته من 14 سنة! وفوجئت بصدور حكم بالغرامة والحبس فتم القبض علي وقضيت في السجن 10 أيام من أسوأ أيام حياتي.
صف لى هذه الأيام الصعبة؟!
الرجل الحر الذي يتقي الله في عمله لا يطيق أن تقيد حريته ولو للحظة واحدة، بعد الأيام العشرة خرجت وأنا الآن مازلت في دوامة استخراج الأوراق من الحي لأثبت عدم ملكيتي للأرض، الغريب أن من قام بالبناء علي الأرض يعيش فيها وفتح ورشة في أول دور، ولكن الفساد بكل أشكاله جعل موظفي الحي يكتبون اسمي بدون تحري عن صاحب المشكلة الحقيقي.
فوجئت بحكم حبسى بسبب بناء مخالف على أرض بعتها من 14 سنة
تعرضت للنصب ولكن الجرأة نفعتنى كثيرا
الأمانة وحب الناس أهم أسلحتى فى الحياة
البيوت لا يوجد بها "خردة" ذات قيمة
لكل إنسان قصة، قد يكون الجالس بجوارك في عربة المترو مر بحياته بما هو أكثر من القصص الأسطورية، قد تخفي الابتسامة على وجه آخر ملحمة في حياته يحاول إخفاءها، محمد أنور عبد العليم، 62 سنة، سافر بعد تخرجه ليعمل في شركة قريب له في السعودية، وبعدما قضى عشر سنوات في الغربة قرر العودة لمصر من جديد ليبدأ حلمه الخاص ويحقق قصة نجاح أصبح خلالها واحدا من أكبر تجار الخردة في مصر، استقرت به الأحوال في سوق أصعب بكثير من الذي ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، كما تعرض في السنوات الثلاث الأخيرة لموقف أغرب من الخيال.
دعنا نتعرف عليك؟
اسمي محمد أنور عبد العليم، في شبابي سافرت للسعودية حيث عملت مع أقارب لي هناك، بعدها قررت العودة لمصر، كانت عائلتي تعمل في مجال "الخراطة" ولكني قررت ترك هذا المجال واقتحام مجال جديد فذهبت لمعارف لي يعملون في "الخردة" وبدأت العمل معهم منذ 28 سنة ثم استقللت بنفسي.
لماذا تركت العمل مع أهلك رغم ما فيه من أمان؟
حتى لا يقول أحد إنني ألقي حملي عليهم، هذه الأمور محرجة بالنسبة لي، أردت أن أصنع نجاحي بشكل مستقل، كان من الممكن أن أعمل معهم ولكن وقتها لم أكن لأشعر بلذة النجاح، ولذلك كتب لي الله النجاح رغم كل الصعوبات التي قابلتها.
وما خطة هذا النجاح؟
أول بند في الخطة هو العمل بما يرضي الله وتحري الأمانة في كل شيء، أي عمل مهما كان صغيرا يجب أن أوليه نفس الاهتمام حتى أحقق فيه النجاح، ولذلك اشتهرت باهتمامي بأدق التفاصيل، أيضا لأن التاجر سمعة فمن أول يوم تحريت الأمانة في كل معاملاتي مع شركائي وأصررت على إشاعة روح المحبة وسط العاملين معي، الأمانة وحب الناس هما أساس أي نجاح.
من ساندك في بداية عملك في هذا المجال؟
في البداية اقترضت مبلغاً من زوج أختي، كما أعطتني أمي 40 ألف جنيه وكان معي 5 آلاف جنيه، وقتها الجنيه كانت له قيمة ودخلت المجال، ونفعني أنني كنت صاحب قلب جرئ، لا أخاف من دخول الصفقات الكبيرة ولا أخاف من الخسارة، الفلوس ربنا يعوضها، تعرضت للنصب في بداية حياتي ولكني كنت أقول لنفسي: "الفلوس دي مش مكتوبة لي وأكيد ربنا هيعوضني"، الجرأة نفعتني كثيرا.
ما الصفقة التي حولت حياتك؟
الشغلة دي مفيهاش كده، من يقل إن هناك صفقة غيرت حياته فهو كاذب، في مجال الخردة أن تكسب كل يوم، تضع القرش على القرش، الخردة كنز عليك التنقيب فيه كل يوم.
وما هي "الخردة" التي تحمل مكسبا أكبر؟
الحديد والماكينات، أنت تشتري بضاعة فيها مشكلة في المزاد وتبدأ البحث فيها، المعدات عندما نبدأ في تفكيكها فأنت ونصيبك فيما ستجده، طبعا الخبرة تفرق في نظرتك للمعدة التي ستكسب من تفكيكها ولكن النصيب فارق أيضا، كل يوم تكسب خبرة أكبر ونظرة تعرف بها ما يربحك، ويبقى الحظ موجود والذي يجعلك تشتري معدة بجنيه فتفككها وتبيعها بخمسة جنيهات مثلا.
هل هناك خردة في منازلنا لها ثمن؟
في البيوت مفيش، فقط الحنفيات أو البوتوجاز، لكن لا توجد أشياء ذات أهمية، إنما المكسب في الماكينات الكبيرة، كله رزق الكريم.
هل تعرضت لمخاطر أثناء عملك؟
قطعت رجلي، كنا واخدين كابل كبير على بكر وذهبت يوم التحميل لأتابع نقل الكابلات وكانت العين من الناس على فوزنا بهذه الصفقة كبير، بعض الشركاء كانوا هيموتوا في هذا اليوم وختمت إن سائق الكراكة أخطأ فسقطت البكرة وقطعت قدمي من تحت الركبة.
هل تابعت مسلسل لن أعيش في جلباب أبي؟
غير حقيقي أبدا، مفيش حاجة بتيجي بالسهولة دي، مفيش حاجة اسمها مكسب سريع، وهو صورة غير حقيقية تماما عن سوق الخردة.
هل أولادك يعملون معك؟
أبعدتهم عن هذه الشغلانة الصعبة.
ما أغرب موقف تعرضت له؟
لم يكن في مجال الخردة وإنما بسببها، في عام 2000 اشتريت قطعة أرض وحولتها لمخزن أحفظ فيه الخردة ثم في 2004 بعت المخزن، من بعت له المنزل أعاد بيعه في 2007 لشخص آخر والذي اشترى باقي المساحة لتصبح الأرض كاملة ملكه، في 2011 تحول المالك لبلطجي وبنى بدون ترخيص، موظف الحي أخذ الأوراق القديمة المسجل فيها أن الأرض باسمي وحرر قضية لي أني بنيت بدون ترخيص وأنني لم أنفذ حكم الهدم وأؤخر تنفيذ الأحكام وهذا الكلام لم أكن أعرف عنه أي شيء حتى 2014 حين فوجئت بصدور أحكام بالحبس ودفع كفالة
دفعت الكفالات حتى أثبت بالعقود الموجودة معي أنني لا يوجد لي أي علاقة بالقضية فحصلت على براءة وفي الحكم أن على النيابة العامة إحضار المتهم الحقيقي، وما أن انتهيت من القضية ظهر عدم علاقتي بالموضوع فوجئت أن هناك قضية أخرى كانت مرفوعة من الحي بسبب نفس المنزل الذي بعته من 14 سنة! وفوجئت بصدور حكم بالغرامة والحبس فتم القبض علي وقضيت في السجن 10 أيام من أسوأ أيام حياتي.
صف لى هذه الأيام الصعبة؟!
الرجل الحر الذي يتقي الله في عمله لا يطيق أن تقيد حريته ولو للحظة واحدة، بعد الأيام العشرة خرجت وأنا الآن مازلت في دوامة استخراج الأوراق من الحي لأثبت عدم ملكيتي للأرض، الغريب أن من قام بالبناء علي الأرض يعيش فيها وفتح ورشة في أول دور، ولكن الفساد بكل أشكاله جعل موظفي الحي يكتبون اسمي بدون تحري عن صاحب المشكلة الحقيقي.